المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2020

"دبلوماسية الغياب"

صورة
ممّا راق لي فضمّنتُهُ مُدوّنتي  يَقولُ أحد الحكماء:»آفَةُ البَشَرِ أنَّهُمْ يَفْقِدون  تَدْريِجِيًّا الإحْساسَ بِقيمَةِ الأشْياءِ إنْ هُم اعْتادُوا رُؤيَتَها كُلَّ يَوْمٍ! وَالرُّؤيَةُ تَكونُ أوْضَحَ وَأجْمَلَ دائمًا عَنْ بُعْدٍ، أمَّا الاقْتِرابُ فيَطْمِسَ أحْيانًا بَعْضَ مَعالِمِ الصُّورَةِ التي لا تُرى بِوُضوحٍ إلاّ مِنْ مَسافَةٍ مَعْقولَةٍ، تَمامًا كَما نَفْعَلُ حينَ نُشاهِدُ لَوحَةً جَميلَةً مُعَلَّقَةً عَلى الحائطِ، فَنَرْجِعُ إلى الخَلْفِ بِضْعَ خُطُواتٍ لِنَسْتَوْعِبَ تَفاصيلِها وَصورتَها الشّامِلَةِ وَقالَ أَحَدُ المشاكِسينَ: جُنَّ قَيْسُ لَيْلى مِنَ الصَّبابَةِ وَالبُعْدِ وَالحِرْمانِ، وَلَوِ اقْتَرَبَ مِنْ لَيْلى لجُنَّ مِنْها! ما أرْوَعَ السِّياسَةَ الَّتي اتَّخَذَها ذَانِكَ القُنْفُذانِ اللَّذانِ الْتَقَيَا في لَيْلَةٍ شاتِيَة مَطيرَةٍ؛ فَأرادا أنْ يَنالا الدِّفْءَ وَالحَنانَ، اقْتَرَبا كَثيرًا مِنْ بَعْضِهِما لِحَدِّ الالتِصاقِ فَانْغَرَزَ الشَّوْكُ في جَسَدَيْهِما، فَعانَيا مِنَ الألَمِ؛ فقرَّرا أنْ يَبْتَعِدا قَليلاً، لِشَيْءٍ مِنَ الدِّفْءِ وَقَليلٍ مِنَ الوَجَعِ! قَدي...