رسالة إلى المعلّم والمُعلّمة 💐⚘💐

نغبطُكم كثيراً على ما أولاكم الله من نعمةِ نشر العلم واستدامة الأجور التي تستمر في ميزان حسناتكم إلى يوم القيامة .
أنتَ مُربّي الأجيال وصانع الأبطال !
أنتَ قدوة بل وأعظم قدوة !
قولك صدقة
فِعلك صدقة
أخلاقك مع طلبتك صدقة
كتابتك صدقة
تعبُك أجر ومثوبة

قُلّي بالله كيف لا نغبطك ؟!

قم للمُعلّم وفّهِ التبجيلا

... كاد المعلّم أن يكون رسولا

أعلِمت أشرفَ أو أجلّ مِن الذي

...  يبني ويُنشئُ أنفُساً وعُقولا

سبحانك اللهمّ خير مُعلّمٍ

... علّمت بالقلمِ القرون الأولى

أخرجتَ هذا العقل من ظُلُماتهِ 

... وهديته النور المُبين سبيلا

وطبعته بيدِ المعلّم تارةً 

... صدِئَ الحديدُ وتارةً مصقولا

كلّنا يعلم مدى الضغوطات الهائلة على كاهلِك ، فأنت معلّم ، وأحياناً إداري ، وأخصائي اجتماعي ، ومُشرِف وربّما بائع في المقصف أو تقوم بنظافة الفصول وصيانة التكييف .
نعم نعم فأنت في الكويت !
وفي كثير مِن الأحيان يظن للأسف من هم فوقك في السلّم الوظيفي أنك سوبرمان !!
فلا يكن لسان حالك ما تفوّه به بن طوقان :

شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي
... قُم للمعلّم وفّهِ التبجيلا

اقعد فديتُكَ هل يكونُ مُبجّلاً
... من كان للنشئِ الصغارِ خليلا

ويكادُ يقلقني الأميرُ بقولِهِ
... كاد المعلّمُ أن يكون رسولا

لو جرّب التعليمَ شوقي ساعةً
... لقضى الحياةَ شقاوةً وخُمولا

حسِبَ المعلّم غمّةً وتعاسةً
... مرآى الدفاتر بكرةً وأصيلا

مئةً على مئةٍ إذا هي صُلّحت
... وجد العمى نحو العيونِ سبيلا

ولا تقل أُف ، واحتسب الأجر ، وتذكّر دائماً أن كل عمل تعمله تؤجر عليه .


في المقابل ، فالدولة مطالبة بدعمك وتكريمك وإظهار دورك الكبير في صناعة مجد هذا البلد وأبنائه ، وإيجاد السبل لجعلك تؤدي هذه المهمّة وأنت مرتاح وسعيدٌ بما تعمله ، وعلى الوزارة تكريم التخصصات النادرة والصعبة خصوصاً من لهم حُصصٌ كثيرة مقارنة بالتخصصات التي حُصصها قليلة ووضع بدلات خاصة لهم لتشجيعهم مقارنةً مع زملائهم من ذوي التخصصات ذات المجهود الأقل ، فأنت عُملة نادرة ، وإرضاؤك والمحافظة عليك واجب الجميع .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليُصلّون على معلّم الناس الخير )

وقال (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)

فالله الله بحُسن الصنيع ، والتحضير الجيّد للدروس ، واتّباع الطرق الحديثة في التعليم ، وإشراك جميع الطلبة والطالبات في النقاشات وحل الدروس والواجبات ، ولا تهمل من تظن أنه غير مقبل على التعليم فربّما هذا تنهض أمةٌ كاملةٌ على عاتقِه مستقبلاً .
أبناؤنا وبناتنا أمانةٌ في أعناق المعلّمين فحافظوا على الأمانة وأدّوها بحقّها .
حفظ الله الجميع من كل مكروه وزادكم الله كرماً وعلماً وفضلاً !

والسلام خِتام

أبو معاذ
د.عزيز الظفيري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لوباتشينو والثقة المعدومة

بحّارة على نهر الفولغا

روعة اللحظة