المعارضة الرشيدة

 

حكومي أو مع المعارضة ؟
سؤال طرحه علي أحد الأصدقاء ، الجواب
بالنظر لما تقدّمه الدولة لي و لأبنائي أنا حكومي، و بالنظر لما أراه من فسادٍ و ضياع للحقوق أحياناً أنا معارض ، يقول : أنت براغماتي ، قلت سمّها ما شِئت .
قلت له : الكويت الغالية على قلبي وُلدتُ في مستشفى حكومي فيها ، رعتني ، و رعت والِديّ مِن قبلي ، كبُرت و ترعرعت في ظل الأمن و الأمان الذي أنعُمُ به ، تبنّت تعليمي ، وفّرت لي ملابس المدرسة ، و الأكل المجاني فيها و الكتب .
دخلتُ كلّية الطب على حساب الدولة ، توظّفت في وزارة الصحة و حصلت على الزمالة البريطانية ووفّرت لي بِعثة في جامعة بريتيش كولومبيا الكندية في فانكوفر ، و حصلت بفضل دعم دولتي على البورد الأمريكي و البورد و الزمالة الكندية .
سؤالي لمن طرح علي السؤال ، ماذا لو لم تبتعثني الكويت ، هل أجد من معارضتك من يبتعثني ، قال : لا .

قال : لكن هذه حقوقك التي كفلها لك الدستور الذي تحاول المعارضة التّشبّث فيه ، قلت : نعم

قلت : لو كانت حكومة بلادي سيّئة لحرمتني من حقوقي كما هو الحال مع كثير من الدول و لفرّغت الدستور من محتواه و لأوجدت ألف سببٍ لعملها ذاك .

قال لي لكن المعارضة صمّام أمان للدولة كي لا ينتشر الفساد ، قلت : نعم لكن كما نطالب بحكومة رشيدة ، ليت عندنا معارضة رشيدة ، تتّسم بالحِكمة و العقلانية ، تقدّم خطوة ، تتنازل حيناً ، و تمد يد التعاون حيناً ، و تعارض و تُسائل حيناً .
قال : لكنّ المعارضة فضحت ملفات فساد في الحكومات الماضية مثل الصندوق الماليزي ، و صندوق الجيش و غيرها
قلت : يا صديقي تلك الأموال المُبدّدة هي نقطة في بحر الهدر المالي الذي تنوء عن حمله الجبال ، و الذي لا تستفيض
المعارضة في طرحِه .
قلت له :
في ظل نظامنا السياسي الحالي كي تستمر سفينتنا ، من الخطر أن تكون المعارضة لها الكلمة العليا في البلد ، بل يجب أن تكون ثمّة معارضة لكن بِحدود و قيود ، و خطّة عمل و هيكل واضح المعالم و التّصوّرات و بعيدة عن الجعجعة و رفع الصوت و التّكسّبات الشخصية على حساب الوطن ، و هذا يا صديقي ما أسمّيه المعارضة الرشيدة .

د. عزيز رخيّص الظفيري
أبو معاذ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لوباتشينو والثقة المعدومة

بحّارة على نهر الفولغا

روعة اللحظة