لويزهاي : نموذج للشطحات والنطحات للعلم الزائف

أسباب الأمراض بشكل عام تكون إما لعامِلٍ خارجي
كالفيروسات والبكتيريا والإصابات الفطرية ، أو التعرّض لموادٍ خارجيةٍ ضارة كالخمر أو المخدرات أو أخذ أدوية من غير وصفة وهكذا ، أو التعرّض لأجواء تحمل هواء أو بيئة خارجية ملوّثة ، أو التعرّض لأسباب ميكانيكيةٍ حركيّة كالحوادث والإصابات وتوابعها .

أو لعاملٍ داخلي كالاضطرابات الناتجة عن الأمراض المناعية حيث يهاجم الجسم خلاياه وأوعيته الدموية أو الاضطراب الناتج عن أمراض وراثية مثل اعتلال الجينات والإنزيمات زيادة أو نقصاً أو تغيّراً ناتجة وقت تكوّن الجنين بإرادة ربّ العالمين .

أو لزيادةٍ أو نقصٍ في التعرّض لموادٍ يحتاجها الجسم ، مثل الفيتامينات والسكّريات والبروتينات والمواد الغذائية .
فما زاد عن حدّه أو نقص في عددِه أصبح بلاشكٍ ضدّه .
أخيراً وليس آخراً قد تؤثّر التراكمات النفسية أو الصدمات العاطفية على سلوك المصابين بها وهذا نزرٌ قليلٌ من المرضى ، قد تؤدّي إلى أعراضٍ انفصاليةٍ أو انفصامية يحاول الجسم من خلالها تناسي الواقع النفسي بالانشغال في الشكوى الحسّية لتخفيف الضغط النفسي من غير وعيٍ أو دراية .
وهنا يأتي دور الطبيب النفسي المتخصص والطبيب البشري ذي الخبرة للوقوف على السبب والعلاج .
أما ما تدّعيه لويزهاي المتخصّصة في " الرياضيات " في كتابها ( You Can heal yourself ) تستطيع شفاء نفسك ، ومحاولة قولبة جميع الأمراض في قالبٍ نفسي أو اجتماعي ( حتى النزيف ، والأورام ، وتضخّم البروستاتا والتهاب الأُذُن !! ) فهو محض جهل أو تجاهلٍ وتعالٍ وادّعاءٍ لكشوفاتٍ غيبيّةٍ وروحانية ومعرفة ما لم يعرفه عشرات آلاف الأطباء والمعالجين على مرّ التاريخ .
حتى لو سلّمنا جدلاً بصحّة بعض مما تدّعيه لويزهاي ، فهو في سلّم تدرّج الدليل العلمي في قاع المرتبة الخامسة على حسب مركز أوكسفورد للعلم المبني على الدليل ، فليس منطقياً البتّة ترك العلم المبني على الدليل البحثي عالي الدقّة والنظر في تجارب شخصية لا تستند على علمٍ ولا بحث .

د.عزيز الظفيري
رئيس قسم الأمراض الباطنية في مستشفى الجهراء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لوباتشينو والثقة المعدومة

بحّارة على نهر الفولغا

روعة اللحظة