المشاركات

رسالة إلى المعلّم والمُعلّمة 💐⚘💐

نغبطُكم كثيراً على ما أولاكم الله من نعمةِ نشر العلم واستدامة الأجور التي تستمر في ميزان حسناتكم إلى يوم القيامة . أنتَ مُربّي الأجيال وصانع الأبطال ! أنتَ قدوة بل وأعظم قدوة ! قولك صدقة فِعلك صدقة أخلاقك مع طلبتك صدقة كتابتك صدقة تعبُك أجر ومثوبة قُلّي بالله كيف لا نغبطك ؟! قم للمُعلّم وفّهِ التبجيلا ... كاد المعلّم أن يكون رسولا أعلِمت أشرفَ أو أجلّ مِن الذي ...  يبني ويُنشئُ أنفُساً وعُقولا سبحانك اللهمّ خير مُعلّمٍ ... علّمت بالقلمِ القرون الأولى أخرجتَ هذا العقل من ظُلُماتهِ  ... وهديته النور المُبين سبيلا وطبعته بيدِ المعلّم تارةً  ... صدِئَ الحديدُ وتارةً مصقولا كلّنا يعلم مدى الضغوطات الهائلة على كاهلِك ، فأنت معلّم ، وأحياناً إداري ، وأخصائي اجتماعي ، ومُشرِف وربّما بائع في المقصف أو تقوم بنظافة الفصول وصيانة التكييف . نعم نعم فأنت في الكويت ! وفي كثير مِن الأحيان يظن للأسف من هم فوقك في السلّم الوظيفي أنك سوبرمان !! فلا يكن لسان حالك ما تفوّه به بن طوقان : شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي ... قُم للمعلّم وفّهِ التبجيلا اقعد فديتُكَ هل يكونُ مُبجّلاً ... من كان ...

فرنسا ذات العطور وخطبة ماكرون في جامع باريس الكبير

اصطحبْتُ كامِرتي و اتّجهت إلى نهر الغارون على الضفة الغربية منه باتجاه كاتدرائية بوردو ، و أخذتُ أرقُبُ المشهدَ من زاويةٍ ضيّقة حيث تهب نسائم خليج غاسكونيا من ناحية المحيط الأطلسي . أخذ الدوق أودو يثير الحماسة في جيشِه و استدعى القادة و الجنرالات ، وشَرَعَ يؤمّلهم بالنصر و توزيع الغنائم . لم يشاهدني أحد في تلك الساعة و إلا لكُنتُ من أوائل الشهداء في الإسلام غرب فرنسا . بدأتُ أرى طلائع جيش المسلمين تدخل بوابات و قِلاع بوردو ، و أخذ صوت التكبير يعلو و التحم الجيشان على ضفاف النهر الذي استحال دماً و عَرَقاً و دموعاً و عطوراً فرنسية . ركّزتُ كامِرتي في وسط الميدان ، و إذا بفارسٍ عظيم و قائدٍ جبّار يمتطي جوادَهُ الأبيض رافعاً سيفه ليخترق صفوف الفرنسيين حتى كسر صليبهم و دخل الكاتدرائية و أعلن النصر المبين ، و استسلم الجيش الفرنسي و انهزم شرّ هزيمة و هرب حاكم بوردو الدوق أودو باتّجاهِ باريس . قرأ الغافقي خطاب النصر و أهداهُ لِروح شهيد الإسلام وقتئذٍ السمح بن مالك الخولاني الذي استشهد في معارك تولوز في وسط الجنوب الفرنسي . ثم ذهب عبدالرحمن الغافقي بجيشِه مُتّجهاً إلى باريس لفتحِها و إدخال أهلِ...

صِراع البقاء وولادةُ الحياة

قام من عندنا عجِلاً ، توجّه مُسرعاً لينقذ أخاهُ الذي سقط على الأرض بعد تلقّيه اتصالاً من أخيه الآخر ، وكلاهما يسكنان بعيداً عنه . لا أعلم ما كان يدور في خلدِه ، لكنّني أعلم أنه يقف بجانب البعيدين ويساند الضعفاء والمساكين ، ويرشد أبناءنا الطلبة والفائقين ، كونُهُ معلّماً وحاذقاً ومُربّياً ، أما الآن فالمحتاجُ أخوه ، مُقلتُهُ الأخرى ومِحجَرُ المرءِ ذووه ! " أخاكَ أخاكَ إنّ منْ لا أخاً لهُ ... كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ وإنّ ابنَ عمّ المرءِ فاعلم جناحُهُ ... وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ " أخذ أخاه للمستشفى وتم عمل جبيرةٍ له ، ثم أخذه للبيت ، وما إن وضعه في السرير إلا وتلامس أُذناهُ وقع حشرجةٍ في صدر أخيه الآخر وسُعالٍ يسمعُهُ الجيران . يتّصل عليّ ، بعدها بيومٍ ، لا يستطيع أخي التنفّس ، فأدخلناه المستشفى وكان عنده نقصٌ في الأكسجين وجلس قُرابة الأسبوعين مصارعاً المرض حتى نجّاهُ الله . بعدها بيومين أصيبُ صاحبُنا وسُعالُ الكوفيد لا تخطئهُ أذنٌ من خلفِ سمّاعة الهاتف ، وقال أخشى على زوجتي الحامل ، ذات الثلاثة وثلاثين ربيعاً ، فعزل نفسه عنها . بعدها بيومين أخذت الحرارة تر...

حمد والطائرة ضِدّان لا يجتمعان

في عام ٢٠٠٦ كان لي صديق ،  أخوه لا يركب الطائرة نهائياً وكنت أسمّيه " بس يا حمد"  ، يبرر حمد  مخاوفه بأن هناك خطر من وقوع الطائرة ويقول : هل تضمن لي إذا صعدت الطائرة أنها لا تسقط ؟  فكان جوابي بالتأكيد لا أضمن ، ثم يقول : في قمرة الطائرة هناك المئات من المفاتيح والأزرار وأتحدّاك إذا الطيّار يعرف نصفها ، فكنت أقول احتمال يكون كلامك صحيح ، لكن جوابي المبسّط هو بما أن الجهة الرسمية عندنا من المتخصصين في هيئة الطيران على علم بتفاصيل الملاحة الجوية والطائرات فأنا أثق فيهم ولا أُكلّف نفسي ما لم أؤمر بمعرفة تفاصيله ،  يقول الله تعالى " يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسُؤكُم " في رمضان تلك السنة اتفق حمد وإخوانه للذهاب للعُمرة ، فذهب أخواهُ وأبناؤهم بالطائرة ، وذهب حمد وزوجته وابنيْه وبنتَه بالسيارة . وصل أخواه قبله واعتمروا وأفطروا وصلّوا التراويح ، ولم يصل حمد ، انقطع الاتصال به وبدؤوا يقلقون ، حتى أتاهم الخبر الصاعق أن حادثاً حصل لحمد وأسرتهُ على طريق قرية تُسمّى " ظَلم " تُوفّي على إثره حمد وزوجته وأولاده الأثنين ، بينما أصيبت ابنتهُ ال...

اللقاح و الخرافة

تختلف توجهات الناس في أخذ اللقاح ضد فايروس الكوفيد بين مؤيّدٍ ومعارض . فالمؤيد يستند في وجهة نظره إلى الإيمان بالعلم والعلماء ، وأنّ أهل التخصّص من الأطباء والهيئات التمريضية ، و العلماء والباحثين هم أول من أخذ اللقاح ، وكذلك يستند إلى فوائد التطعيمات السابقة التي قضت على أمراض مثل الجدري ، والطاعون وشلل الأطفال ، ولو كان ثمّة ضرر يُراد للبشرية لما أخذه القادة والرؤساء والحُكّام ، ولكان الأولى فِعله في اللقاحات التي تُعطى للأطفال والرّضّع إن كانت هناك نيّة لسحق العنصر البشري بِزعمِهم !! بينما يرى الطرف الآخر إمّا التريّث وعدم الاستعجال ، أو عدم أخذ التطعيم لأسباب منها استناده على بعض المقاطع المُصوّرة التي تثير الشكوك ممّن لا شأن لهم بهذه الصّنعة ، وتشكيكهم في سرعة عمل هذه اللقاحات ، أو استنادهم على بعض غير المتخصّصين من الأطباء الذين يشكّكون في مدى فاعلية التطعيم ، أو منشأ البلدان المُصنّعة للّقاح ، أو مضاعفات مثل الموت بعد بضعة سنين أو العقم . هُنا أردت أن أستعرض بعض الحقائق العلمية عن بعض المسائل التي أثيرت حولها الشّبهات مؤخّراً ، و الذي عندما أفلس هؤلاء في صدّ الناس عن أخذ اللقاح...

المعارضة الرشيدة

  حكومي أو مع المعارضة ؟ سؤال طرحه علي أحد الأصدقاء ، الجواب بالنظر لما تقدّمه الدولة لي و لأبنائي أنا حكومي، و بالنظر لما أراه من فسادٍ و ضياع للحقوق أحياناً أنا معارض ، يقول : أنت براغماتي ، قلت سمّها ما شِئت . قلت له : الكويت الغالية على قلبي وُلدتُ في مستشفى حكومي فيها ، رعتني ، و رعت والِديّ مِن قبلي ، كبُرت و ترعرعت في ظل الأمن و الأمان الذي أنعُمُ به ، تبنّت تعليمي ، وفّرت لي ملابس المدرسة ، و الأكل المجاني فيها و الكتب . دخلتُ كلّية الطب على حساب الدولة ، توظّفت في وزارة الصحة و حصلت على الزمالة البريطانية ووفّرت لي بِعثة في جامعة بريتيش كولومبيا الكندية في فانكوفر ، و حصلت بفضل دعم دولتي على البورد الأمريكي و البورد و الزمالة الكندية . سؤالي لمن طرح علي السؤال ، ماذا لو لم تبتعثني الكويت ، هل أجد من معارضتك من يبتعثني ، قال : لا . قال : لكن هذه حقوقك التي كفلها لك الدستور الذي تحاول المعارضة التّشبّث فيه ، قلت : نعم قلت : لو كانت حكومة بلادي سيّئة لحرمتني من حقوقي كما هو الحال مع كثير من الدول و لفرّغت الدستور من محتواه و لأوجدت ألف سببٍ لعملها ذاك . قال لي لكن المعارضة صمّام ...

"دبلوماسية الغياب"

صورة
ممّا راق لي فضمّنتُهُ مُدوّنتي  يَقولُ أحد الحكماء:»آفَةُ البَشَرِ أنَّهُمْ يَفْقِدون  تَدْريِجِيًّا الإحْساسَ بِقيمَةِ الأشْياءِ إنْ هُم اعْتادُوا رُؤيَتَها كُلَّ يَوْمٍ! وَالرُّؤيَةُ تَكونُ أوْضَحَ وَأجْمَلَ دائمًا عَنْ بُعْدٍ، أمَّا الاقْتِرابُ فيَطْمِسَ أحْيانًا بَعْضَ مَعالِمِ الصُّورَةِ التي لا تُرى بِوُضوحٍ إلاّ مِنْ مَسافَةٍ مَعْقولَةٍ، تَمامًا كَما نَفْعَلُ حينَ نُشاهِدُ لَوحَةً جَميلَةً مُعَلَّقَةً عَلى الحائطِ، فَنَرْجِعُ إلى الخَلْفِ بِضْعَ خُطُواتٍ لِنَسْتَوْعِبَ تَفاصيلِها وَصورتَها الشّامِلَةِ وَقالَ أَحَدُ المشاكِسينَ: جُنَّ قَيْسُ لَيْلى مِنَ الصَّبابَةِ وَالبُعْدِ وَالحِرْمانِ، وَلَوِ اقْتَرَبَ مِنْ لَيْلى لجُنَّ مِنْها! ما أرْوَعَ السِّياسَةَ الَّتي اتَّخَذَها ذَانِكَ القُنْفُذانِ اللَّذانِ الْتَقَيَا في لَيْلَةٍ شاتِيَة مَطيرَةٍ؛ فَأرادا أنْ يَنالا الدِّفْءَ وَالحَنانَ، اقْتَرَبا كَثيرًا مِنْ بَعْضِهِما لِحَدِّ الالتِصاقِ فَانْغَرَزَ الشَّوْكُ في جَسَدَيْهِما، فَعانَيا مِنَ الألَمِ؛ فقرَّرا أنْ يَبْتَعِدا قَليلاً، لِشَيْءٍ مِنَ الدِّفْءِ وَقَليلٍ مِنَ الوَجَعِ! قَدي...