المشاركات

مسيرة حافلة وعطاء عظيم

في وداع الأخ والزميل الحبيب الأريب الأديب الطبيب الدكتور عياد عسكر العنزي رئيس قسم الأمراض الباطنية سابقاً في مستشفى الجهراء ورئيس الوحدة الرابعة . التقاعد هو مرحلة جديدة من العطاء والإبداع في جوانب أخرى من الحياة والتفرّغ لعمل الخير والاستمتاع بالسفر ، وقليلٌ في حق أبي محمد ما جادت به القريحة ولكنّه جهد المُقِل  عادت إلينا دوائر الأيام  .... قدراً نُساق وسيرُنا بِلِزامِ كل ابتداءٍ للورى حت .... ماً سيتبعه مسك ختامِ  جبلاً نودّع أم نودّع جِهبذاً  .... لا بل نودّع سيّد الأعلامِ عيّادُ عسكرُ عسكرت في خاطري  .... كلمات حُبٍ وقعُها مترامي  كلمات وُدٍ واحترامٍ فانثنت  .... دون الحقيقةِ والمُقامِ السامي  حارت قواميس العروبة عندما ... أغوارها سُبرت لجلبِ كلامي فرضيت منها ما علمتم وامتطت ... فرسَ الثناء بسرجِهِ ولِجامِ  حتى اشمخرّت فوق تلٍ عاليٍ  ... شهداً يرصّعُ واديَ الأحلامِ ستُُ مِن السنوات كانت تشهدُ ... على أربعين من الزمان عِظامي عمرٌ مضى في خدمة المرضى وكم ... خفّفتموا ألماً لجُرحٍ دامي طال المسير وكلّ حيّ مدركٌ  ... خط النهاية لا محالة ضامي المُحب دائماً : أبو معاذ  د.عزيز الظفيري

لويزهاي : نموذج للشطحات والنطحات للعلم الزائف

أسباب الأمراض بشكل عام تكون إما لعامِلٍ خارجي كالفيروسات والبكتيريا والإصابات الفطرية ، أو التعرّض لموادٍ خارجيةٍ ضارة كالخمر أو المخدرات أو أخذ أدوية من غير وصفة وهكذا ، أو التعرّض لأجواء تحمل هواء أو بيئة خارجية ملوّثة ، أو التعرّض لأسباب ميكانيكيةٍ حركيّة كالحوادث والإصابات وتوابعها . أو لعاملٍ داخلي كالاضطرابات الناتجة عن الأمراض المناعية حيث يهاجم الجسم خلاياه وأوعيته الدموية أو الاضطراب الناتج عن أمراض وراثية مثل اعتلال الجينات والإنزيمات زيادة أو نقصاً أو تغيّراً ناتجة وقت تكوّن الجنين بإرادة ربّ العالمين . أو لزيادةٍ أو نقصٍ في التعرّض لموادٍ يحتاجها الجسم ، مثل الفيتامينات والسكّريات والبروتينات والمواد الغذائية . فما زاد عن حدّه أو نقص في عددِه أصبح بلاشكٍ ضدّه . أخيراً وليس آخراً قد تؤثّر التراكمات النفسية أو الصدمات العاطفية على سلوك المصابين بها وهذا نزرٌ قليلٌ من المرضى ، قد تؤدّي إلى أعراضٍ انفصاليةٍ أو انفصامية يحاول الجسم من خلالها تناسي الواقع النفسي بالانشغال في الشكوى الحسّية لتخفيف الضغط النفسي من غير وعيٍ أو دراية . وهنا يأتي دور الطبيب النفسي المتخصص والطبيب الب...

بحّارة على نهر الفولغا

لكل إنسان لوحة حياة يرسمها الآخرون له ، تبدأ قسَماتُها قبل ميلادِه وربّما تنتهي تفاصيلها بوفاتِه أو تستمر طالما ذِكرُه باقٍ على البسيطة . هذه اللوحة أوراقُها الأحداث ، وألوانُها المشاعر ، وزُيوتُها التصوّرات ،وريشتُها الأفكار وأبعادُها المواقفُ والإيحاءات والصُّدَف والذّكريات . هي لوحةٌ تزدادُ قيمتُها وشرفُها إذا كان من يحيط بك ويصنع أحداث حياتك كلّ مميّزٍ وفريدٍ ونفيس وتقل قيمتها إذا أُحطت في بيئةٍ لا تدرك معدنك وجوهرك وتفاصيلك الجميلة . ما كان اللوفر لِيفخر بالموناليزا لو لم تكن بهذا السّحر والعراقة ولَما تجشّم عناء الطريق والوقوف في الطوابير أهل الذّوق والأناقة، وما كان العشاء الأخير بهذا الغموض والرّمزيّة ، ما لم تحُط رِحال دافنشي وريشة عبقريّته في صُنع هذا الإبداع البشري المنقطع النظير ، وما كان "البحّارة على نهر الفولغا" بهذه الواقعية الفريدة لو لم يجسّد ريبين ذلك الإبداع ، والذي لو كان بيننا اليوم ما وسِعهُ إلا أن يرسم الدّب يلتهم أسماك السلمون في نهر دنيبر وربما بقيّة قِطَعِ اللحم الأوروبية المُقدّدة عندما تغرق الجيوكندا في قلب نهر الدّون . لوحةُ حياتك لا تقل جمال...

رسالة إلى المعلّم والمُعلّمة 💐⚘💐

نغبطُكم كثيراً على ما أولاكم الله من نعمةِ نشر العلم واستدامة الأجور التي تستمر في ميزان حسناتكم إلى يوم القيامة . أنتَ مُربّي الأجيال وصانع الأبطال ! أنتَ قدوة بل وأعظم قدوة ! قولك صدقة فِعلك صدقة أخلاقك مع طلبتك صدقة كتابتك صدقة تعبُك أجر ومثوبة قُلّي بالله كيف لا نغبطك ؟! قم للمُعلّم وفّهِ التبجيلا ... كاد المعلّم أن يكون رسولا أعلِمت أشرفَ أو أجلّ مِن الذي ...  يبني ويُنشئُ أنفُساً وعُقولا سبحانك اللهمّ خير مُعلّمٍ ... علّمت بالقلمِ القرون الأولى أخرجتَ هذا العقل من ظُلُماتهِ  ... وهديته النور المُبين سبيلا وطبعته بيدِ المعلّم تارةً  ... صدِئَ الحديدُ وتارةً مصقولا كلّنا يعلم مدى الضغوطات الهائلة على كاهلِك ، فأنت معلّم ، وأحياناً إداري ، وأخصائي اجتماعي ، ومُشرِف وربّما بائع في المقصف أو تقوم بنظافة الفصول وصيانة التكييف . نعم نعم فأنت في الكويت ! وفي كثير مِن الأحيان يظن للأسف من هم فوقك في السلّم الوظيفي أنك سوبرمان !! فلا يكن لسان حالك ما تفوّه به بن طوقان : شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي ... قُم للمعلّم وفّهِ التبجيلا اقعد فديتُكَ هل يكونُ مُبجّلاً ... من كان ...

فرنسا ذات العطور وخطبة ماكرون في جامع باريس الكبير

اصطحبْتُ كامِرتي و اتّجهت إلى نهر الغارون على الضفة الغربية منه باتجاه كاتدرائية بوردو ، و أخذتُ أرقُبُ المشهدَ من زاويةٍ ضيّقة حيث تهب نسائم خليج غاسكونيا من ناحية المحيط الأطلسي . أخذ الدوق أودو يثير الحماسة في جيشِه و استدعى القادة و الجنرالات ، وشَرَعَ يؤمّلهم بالنصر و توزيع الغنائم . لم يشاهدني أحد في تلك الساعة و إلا لكُنتُ من أوائل الشهداء في الإسلام غرب فرنسا . بدأتُ أرى طلائع جيش المسلمين تدخل بوابات و قِلاع بوردو ، و أخذ صوت التكبير يعلو و التحم الجيشان على ضفاف النهر الذي استحال دماً و عَرَقاً و دموعاً و عطوراً فرنسية . ركّزتُ كامِرتي في وسط الميدان ، و إذا بفارسٍ عظيم و قائدٍ جبّار يمتطي جوادَهُ الأبيض رافعاً سيفه ليخترق صفوف الفرنسيين حتى كسر صليبهم و دخل الكاتدرائية و أعلن النصر المبين ، و استسلم الجيش الفرنسي و انهزم شرّ هزيمة و هرب حاكم بوردو الدوق أودو باتّجاهِ باريس . قرأ الغافقي خطاب النصر و أهداهُ لِروح شهيد الإسلام وقتئذٍ السمح بن مالك الخولاني الذي استشهد في معارك تولوز في وسط الجنوب الفرنسي . ثم ذهب عبدالرحمن الغافقي بجيشِه مُتّجهاً إلى باريس لفتحِها و إدخال أهلِ...

صِراع البقاء وولادةُ الحياة

قام من عندنا عجِلاً ، توجّه مُسرعاً لينقذ أخاهُ الذي سقط على الأرض بعد تلقّيه اتصالاً من أخيه الآخر ، وكلاهما يسكنان بعيداً عنه . لا أعلم ما كان يدور في خلدِه ، لكنّني أعلم أنه يقف بجانب البعيدين ويساند الضعفاء والمساكين ، ويرشد أبناءنا الطلبة والفائقين ، كونُهُ معلّماً وحاذقاً ومُربّياً ، أما الآن فالمحتاجُ أخوه ، مُقلتُهُ الأخرى ومِحجَرُ المرءِ ذووه ! " أخاكَ أخاكَ إنّ منْ لا أخاً لهُ ... كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ وإنّ ابنَ عمّ المرءِ فاعلم جناحُهُ ... وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ " أخذ أخاه للمستشفى وتم عمل جبيرةٍ له ، ثم أخذه للبيت ، وما إن وضعه في السرير إلا وتلامس أُذناهُ وقع حشرجةٍ في صدر أخيه الآخر وسُعالٍ يسمعُهُ الجيران . يتّصل عليّ ، بعدها بيومٍ ، لا يستطيع أخي التنفّس ، فأدخلناه المستشفى وكان عنده نقصٌ في الأكسجين وجلس قُرابة الأسبوعين مصارعاً المرض حتى نجّاهُ الله . بعدها بيومين أصيبُ صاحبُنا وسُعالُ الكوفيد لا تخطئهُ أذنٌ من خلفِ سمّاعة الهاتف ، وقال أخشى على زوجتي الحامل ، ذات الثلاثة وثلاثين ربيعاً ، فعزل نفسه عنها . بعدها بيومين أخذت الحرارة تر...

حمد والطائرة ضِدّان لا يجتمعان

في عام ٢٠٠٦ كان لي صديق ،  أخوه لا يركب الطائرة نهائياً وكنت أسمّيه " بس يا حمد"  ، يبرر حمد  مخاوفه بأن هناك خطر من وقوع الطائرة ويقول : هل تضمن لي إذا صعدت الطائرة أنها لا تسقط ؟  فكان جوابي بالتأكيد لا أضمن ، ثم يقول : في قمرة الطائرة هناك المئات من المفاتيح والأزرار وأتحدّاك إذا الطيّار يعرف نصفها ، فكنت أقول احتمال يكون كلامك صحيح ، لكن جوابي المبسّط هو بما أن الجهة الرسمية عندنا من المتخصصين في هيئة الطيران على علم بتفاصيل الملاحة الجوية والطائرات فأنا أثق فيهم ولا أُكلّف نفسي ما لم أؤمر بمعرفة تفاصيله ،  يقول الله تعالى " يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسُؤكُم " في رمضان تلك السنة اتفق حمد وإخوانه للذهاب للعُمرة ، فذهب أخواهُ وأبناؤهم بالطائرة ، وذهب حمد وزوجته وابنيْه وبنتَه بالسيارة . وصل أخواه قبله واعتمروا وأفطروا وصلّوا التراويح ، ولم يصل حمد ، انقطع الاتصال به وبدؤوا يقلقون ، حتى أتاهم الخبر الصاعق أن حادثاً حصل لحمد وأسرتهُ على طريق قرية تُسمّى " ظَلم " تُوفّي على إثره حمد وزوجته وأولاده الأثنين ، بينما أصيبت ابنتهُ ال...